تحتاج البيوت بعد مرور فترة من الزمن إلى التدخل التصميمي السريع لإعادة رونقها و الحفاظ على أناقتها وشبابها، و اليوم سندخل إلى أسرار خطوات تجديد شقة ذات واجهة بحرية على طراز ديكور البحر المتوسط و تتمتع بالاتساع و كانت في حالة يرسى لها في الماضي، و لكن بلمسات بسيطة للغاية و تنظيف غير مكلف أصبحت في هيئة رائعة دعتنا إلى التأمل في الخطوات التي اتبعت لإعادة بعثها و احياءها من جديد .
تعاني الجدران في منزلنا خلال الشهور الماضية، و لا أدري كيف كنا نعيش فيه ، أعتقد أن هذا سيكون لسان حال من سكن هذا المنزل بمجرد رؤيتنا لتلك الصورة و لو أردنا زيادة على كلامه سنقول أنه لا يمكن أن نتصور أنه يصلح للعيش من الاساس، ليس فقط لصعوبة الحالة التي عليها و لكن لعدم وجود مقومات أساسية للحياة مثل التهوية و الضوء أيسر الأمور المفتقدة هنا .
هي مجرد لمسة قد تضع البيوت في حالة أخرى غير التي كانت عليها، فبرأيكم ماذا حدث هنا ، الإجابة ببساطة دهان الجدران و تنظيف الأرضيات و تغييرها بسيراميك عادي جداً، مع وضع أثاث اسفنجي غير مكلف بالمرة ، فقط 3 أشياء غيرت الشكل تماماً و كأننا في بيت آخر، مع حضور عنصري الحياة الضوء و الهواء أصبح للبيت معنى .
لك أن تتخيل أن مدخل الحمام الذي من المفترض أن نمر عليه يومياً أصبح بهذا الشكل الرث، ربما يكون من أفظع الكوابيس اليومية التي نواجهها، حتى مدخل الحمام غير واضح بين المخلفات و الأشياء التي لا ندري هل هي كراكيب أم حاجات مهمة لأصحاب هذا المنزل ..
بعد ان كان غير مرأي في الماضي، أصبح الآن على قدر المستوى المطلوب، بلاط في الجدران غير مكلف و فاصل زجاجي شفاف بين الحوض و مكان الاستحمام و الدش روعي فيه أن المساحة صغيرة و لذا نجح استخدامه بجدراة هنا، مع استخدام ألوان فاتحة تماماً و شباك في نهاية الحمام اكتلمت الحالة الوضاءة التي يجب أن يكون عليها أي حمام يطل على البحر ..
الفوضى لو أردنا لها تعبيراً لن يكون أفضل من تلك الصورة المعبرة و التي تختصر الجمل و العبارات، تخيل الغسالات بجانب حبال الغسيل بجانب شبابيك بجوار أدوات نظافة، كل شيء اجتمع في تلك الصورة ليس أقل في صعوبته من أن هناك مدخل للبيت من هذا الطريق ..
الترتيب الذي كان ينتقصه البيت في الماضي تمت مراعاته جيداً هنا، فنلاحظ مثلاً في هذا المطبخ الترتيب الأنيق لكل شيء كل قطعة في مكانها ، البوتوجاز و المائدة الثابتة أمامه و من ثم المائدة الرئيسية في نهاية الغرفة ، كلها تؤكد أن التغيير قد نجح بالفعل .
غرفة النوم و الدولاب الرئيسي لتخزين الملابس لا يحتاجون شرحاً كثيراً فقط يحتاجون التأمل ، و الجدران لازالت تعاني أيضاً، كل مكان في هذا البيت قديماً كان يعاني بكل تأكيد .
إقرأ أيضاً : من منزل مهجور لتحفة فنية
بعيداً عن التكلف، فما حدث في تلك الغرفة إعجاز، فإن عملية إزالة الرواسب و علاج الجدران التي كانت في الصورة الماضية و طلائها بهذا الشكل تعتبر انجاز بكل المقاييس، السرير برغم أنه بسيط و لكنه أنيق و هو ما كان يفتقده النموذج السابق ، فضلاً عن الشكل الموحد للألوان في البيت الجديد بدرجة أو درجتين من الألوان تقريباً جعل هناك حالة من الترابط و الهدوء في المنزل بأكمله .
نلاحظ في عملية التأسيس القديمة عدم وجود أدنى درجات الإتقان حتى في المواسير التي في السقف، فمن المعروف أن الفني يقوم بدفن تلك المواسير في الجدران قبل التشطيب و لكن حتى هذه اصبحت مهملة هنا .
على العكس تماماً فإن المنزل في حلته الجديدة يعتبر متقن لدرجة كبيرة فيكفي أن تلك المواسير و بواطن الجدران قد اختفت كلياً، استخدام النوافذ للسماح بأكبر قدر من التهوية و الأضواء أمر لابد منه للنفس البشرية صحياً، كما أن استخدام الجدران التي كانت غير مستغلة في أشياء مثل تخزين الكتب أصبغ عليها قدراً من الإلهام برفقة الصور و البراويز الفنية الزرقاء و السماوية التي تعد من مميزات ديكور البحر المتوسط ..